سؤال على اسلام اون لاين
السلام عليكم..
أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما، خاطب منذ شهر تقريبا من فتاة تبلغ من العمر 21 عاما، وهي في السنة النهائية لدراستها الجامعية، وهي على خلق ودين ومن عائلة متوسطة وليست فقيرة ولم أخترها إلا لتلك الأمور وكذلك أهلها.
ولكن منذ ذلك الحين وبعد الخطوبة التي كانت في عيد الأضحى الماضي، وأنا أذهب إليهم زائرًا مرة كل أسبوع، وتتم الزيارة بشكل طيب، ولكن لي ملحوظات في الزيارة منذ قراءة الفاتحة، ومرورا بالخطوبة إلى وقت كتابة مشكلتي ألا وهي كالتالي:
بعد الاتفاق على كل شيء قبل الخطوبة وفي التجهيزات للخطوبة قالت لي خطيبتي إنها سوف تذهب إلى الكوافيرة لإصلاح بعض من شأنها في يوم الخطوبة، فوافقت على شرط أن تكون العاملة من السيدات، وقد كان كما اتفقت معها على عدم وضع مساحيق تجميل على وجهها، ولكن ما حدث غير ذلك، حيث تم وضع مساحيق للتجميل وعند سؤالها ألم نتفق على عدم وضع هذه الأشياء تعللت وقالت إن عاملة الكوافير أصرت، وقالت إن ذلك خفيف جدا فتداركت الأمور على ألا يتم ذلك في يوم العقد أيضا.
وبعد شراء الشبكة قالت لي خطيبتي إن والدتها تريد شراء ذهب آخر غير الذي اشتريته أنا ويتم وضعه مع الشبكة التي اشتريتها، فرفضت ذلك تماما، ولكن في يوم الخطوبة أرادت والدتها أن تضع الذهب كما قلت لكم لكن والدتي رفضت ذلك..
وكنت متوقعا منهم بما أن الأيام أيام عيد أن تتم دعوتي على الغداء مثلا باعتبار أن المعتاد ذلك من أهل المخطوبة تجاه الخطيب، خصوصا في أيام العيد، وخصوصا أن الخطوبة ما زالت في أيامها الأولى، ولكن لم يتم ذلك.
أيضا حين يطول وقت الزيارة الأسبوعية لا يتم وضع عشاء أو ما شابه ولو قليلا (ملحوظة أنا لا يهمني ذلك، ولكن أنظر إلى ذلك على أنه من قبيل التقدير والحفاوة بخطيب ابنتهم).
وأيضا لا تتصل بأمي للسؤال عنها أو تحضر لزيارتها على الرغم من أن والدتي قامت بزيارتهم مرات عديدة قبل الخطوبة.
وعند معاتبتها من قبل أمي قالت لها إنك أيضا لا تسألي علي وإنها الآن في فترة الامتحانات تقصد مشغولة.
وحين أتصل بها أنا للأطمأنان عليها أقوم بالسؤال عن كل أفراد الأسرة، وإن كانت والدتها موجودة بالمنزل أقوم بمحادثتها والسؤال عنها.
أما هي فلا تسأل عن والدتي حين أكلمها في التليفون، ولا تقول لي أعطني والدتك كي أسلم عليها!!
كل هذه الأمور جعلت والدتي بعد أن كانت مرحبة بها في بداية الأمور، وكانت تقول لي إن تلك الفتاة هي ما كانت أمي تتمناها لي، كل ذلك تغير كثيرا، وأصبحت أمي غير مرتاحة من ناحيتها أو والدتها، وتقول إنهم لا يفهمون في الذوق معي وغير مكترثين بي، ولا يوجد تقدير من ناحيتهم تجاهي، مع العلم أني أقدرها في معظم الزيارات سواء بإحضار هدية لها أو بالسؤال عنها خلال الأسبوع قبل الزيارة.
أمي تقول إنه بتلك التصرفات، هؤلاء الناس لا يصلحون معي، ولا بد من فسخ الخطوبة والبحث عن أناس غيرهم.
أنا أرى أن أقوم بتنبيهها على أن تقوم بالسؤال عن والدتي وودها وزيارتها أولا، ثم نرى نتيجة ذلك، هل سيتم الاستجابة لذلك؟ أم أن ذلك لا يهم بالنسبة لها، ثم نحدد طبيعة القرار الذي سيتخذ في ذلك.
أعتذر كثيرًا عن الإطالة، ولكني قصدت أن أحكي لكم كل جوانب المشكلة، جزاكم الله خيرا..
تجيب عليه الاستاذة أميرة بدران
القصة ليست قصة "بخل" أو "قلة ذوق" القصة قصة اختلاف في المفاهيم التي تربى الناس عليها، وعلى أساسها يتصرفون فيما بينهم، وكذلك قدرتنا نحن على التعامل مع هذه الاختلافات، فأنت تربيت على أنه من الذوق السؤال عن كل أفراد أسرة خطيبتك وإحضار هدية كل فترة، وأن العلاقات الإنسانية تحتاج لدفء وعاطفة وتعبير بالكلام أو بالتصرفات..
أما هم فتربوا على أن الذوق هو أن يتركا الخطيبين معا للحديث في شئونهما التي قاربت على التنفيذ، وأن قبول الزواج منك والترحيب بالمصاهرة هو كافٍ للتعبير عن الحب والاهتمام..
ونختلف كذلك في قدرتنا على "مقاومة" ما نرغب فيه، وهذا اتضح حين "ضعفت" عروسك أمام سطوة الاحتفال والموروثات الاجتماعية لزينة العروس يوم الاحتفال، وحتى تستطيع أن تضع النقاط فوق الحروف تحتاج أن تعي عدة أمور:
* إذا ظللت تتابع تلك الاختلافات بشكل كبير عن طريق الصمت أو العتاب فقط، ستتأثر كثيرًا، وقد تأخذ قرارًا بالانفصال، وأرى أن البديل هو أن تنتقل من دور "المهاجم" لدور "المعلم"، خاصة لمن ستكون زوجك برفق ولين، وإن كانت تقية كما تقول، وتعلم أن رضاك هو باب من أبواب جنتها، ووجدت منك ودًّا ولينا ستتغير بمرور الوقت.
أما أن تغير كل الأسرة، فلا أتصور أنه شيء منطقي، وإن كانت العشرة القادمة بين الأسرتين ستجعل كلا منهما يقترب الآن أكثر من الآخر أو على الأقل سيتوادان أكثر..
* الحب والاهتمام لا يُطلب، ولا يأتي بسبب المصاهرة منفردة، وإنما هو نتاج لمواقف وتواصل وعشرة، يتم بذل الجهد فيها من الطرفين والمثابرة فاصبر..
* اجعل فترة الخطوبة أطول قليلا مما كنت تعتزمه مع نفسك حتى تتمكن مما اقترحته أو أن تتأكد من شكوك البخل، إن وجدت بحق، ولكن بالمفاهيم التي أوضحتها لك..
* حين نتزوج نتصور أن الزواج سيعطينا كل شيء نتمناه، ولكن الزواج يحقق لنا "أهم" ما نحتاجه، وفي المقابل يطلب منا أن "نتنازل" عن بعض الكماليات في الشخصيات فيكون "الفائز" من عرف بصدق ما هي أهم احتياجاته من الزواج من ناحية الالتزام والتصرفات والطباع والمشاعر وغيره ليستطيع بما يراه أن يقرر التنازل عن بعض ما كان يتمنى وجوده ولم يجده؛ لأنه حصل على احتياجاته، وكل حسب شخصيته وطريقة تفكيره وصدقه فيما يحتاج وفيما يستطيع التنازل عنه..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
وهدوا الى الطيب من القول