الأحد، 20 سبتمبر 2009

في الخطوبة كيف يكون التعارف

ikoyq8si4.png


اسلام اون لاين

أود استشارتكم ولكم مني كل الشكر والامتنان فأنا في حيرة من أمري.. تقدم لخطبتي ابن خالتي وهو يعيش في الخارج في دولة أجنبية..

كانت خالتي وأولادها يأتون لزيارتنا كل سنة ويكون هو معهم.. ولكن لم تصادف أي مرة أن أتحدث معه، لأني تربيتي وعائلتي عودتنا على ذلك.. وهذا ما "زاد إعجابه فيني".. وبرغم أن خالتي هي من اقترحت الارتباط بي وليس بناء على طلبه.. فإنه رحب بالفكرة وتشجع جدا لها..

تحدثت معه عدة مرات عن طريق النت فقط..

ولكن ما يثير خوفي هو أن له موقفا من بنات هذه الأيام، لأنه شاهد العديد من البنات اللواتي لا دخل لهم بالإسلام ولا بالأخلاق إلا بالهوية.. سواء عندهم بأوروبا أو ما شاهده من بنات المسلمات في الدول العربية سواء من قريباتنا أو من غيرهن..

وهذا ولّد عندي خوفا أن يكون شكاكا، ويشك فيّ وفي تصرفاتي، وحين سألته إذا كان ممكن أن يشك في بالمستقبل، قال لي إن الفتاة التي سوف يختارها من بين كل البنات والتي ستدخل قلبه لن يختارها بسهولة بل بعد دراسة موسعة، ولن يشك فيها مهما حصل، وسيضعها بعدة امتحانات قبل الارتباط بها...

ولكن أخاف أن يكون هذا مجرد كلام وبعد الزواج يتغير ويصبح يشك في.. فما الحل؟؟ كيف أعرف كان من الممكن أن يكون شكاكا أو لا؟..

وهناك شيء ثان وأخير: كيف أعرف إذا كان عنيدا ومستبدا برأيه؟!!

اقترحت عليّ إحدى صديقاتي أن أناقشه في موضوع خلافي وأرى مدى تقبله للرأي الآخر.. لكني لم أجد موضوعا يمكن أن أناقشه فيه ويظهر لي مدى عناده، فقد تناقشنا بموضوع عمل المرأة وبعدة مواضيع ثانية وكان رأينا متشابها.. ولم أجد أي موضوع ثان يمكن أن يكون فيه اختلاف بالرأي معي؟؟

فما الحل دام فضلكم؟.. آسفة جدا على الإطالة.. وأتمنى أن تساعدوني بأسرع وقت ممكن..

وجزاكم الله كل خير

تجيب عليها الاستاذة نجلاء محفوظ

احترمت كثيرا إرسالك هذه الاستشارة التي توضح ذكاءك ورغبتك (الجميلة) في الفوز بزواج ناجح أدعو لك به من كل قلبي؛ فاعملي على الاستعانة بالرحمن أولا ثم اتخذي الأسباب التي تعينك على ذلك وتوكلي على العزيز الحكيم وتمتعي بالسعادة والنجاح..

ولنبدأ بتأكيد أهمية حسن اختيارك للخاطب، فلابد من تذكر أنه لا يوجد إنسان بلا عيوب، فكلنا لدينا عيوب ومن الذكاء التنبه إلى عيوب خطيبك ليس للتألم منها أو لتوهم أنك ستغيرين منها، فلا أحد يغير سوى نفسه، ولكن لقبولها بنفس راضية تماما مقابل الاستمتاع بمزاياه.

وأتمنى ألا تتحدثي مع صديقاتك عن عيوب خطيبك أو ما يضايقك منه مستقبلا، حتى لا يقمن بتحريضك ضده، لقلة الخبرات أحيانا أو للرغبة في مجاملتك بإخبارك بأنه المخطئ في حقك..

وأود أن تمنحي نفسك الوقت الكافي للتعرف على خطيبك دون تقديم أي تنازلات عاطفية أو أخلاقية بالطبع..

وميزة التعرف الحقيقي أنه يجعلك تشعرين بالارتياح العقلي فضلا عن القبول العاطفي مما يمهد لك الفرص لإنجاح الزواج بمشيئة الرحمن ، أما عن تخوفك من أن يشك قريبك بك مستقبلا، فلا أرى أي أسباب منطقية له..

فلاشك أنه (مطمئن) إليك تماما لذا صارحك بما يضايقه من (بعض) الفتيات وأراه محقا في ذلك مع ضرورة التنبه إلى أن الفتيات اللاتي أشار إليهن يخطئن مع شباب، لذا لابد من توجيه اللوم إلى الجنسين..

وأود ألا تسأليه مجددا أبدا هل يمكن أن تساوره الشكوك حولك مستقبلا، فلا أقبل لك بمثل هذا التساؤل الذي لا أرى أي مجال لطرحه سوى الاستسلام لوساوس إبليس اللعين، فقريبك لو كانت تساوره أي شكوك محتملة بك لما تقدم لخطبتك، فاهدئي واطردي هذه المخاوف غير المبررة..

أما عن تخوفك من أن يكون مستبدا بالرأي فأتمنى طرده هو الآخر والاستمتاع بتقارب تفكيركما في العديد من المواضيع وألا تحكي لأي صديقة عن أمورك الشخصية مع الخاطب، وتعاملي معه بتلقائية، وحتى إذا اختلفت الآراء لا داعي للحساسية الزائدة والتعامل معه على أنه مستبد.

وتقبلي (ضرورة) وجود بعض الاختلافات سواء في الآراء أو في الميول والاهتمامات فهذا أمر طبيعي، بل (ويثري) الحياة الزوجية أيضا، مادام يبتعد عن الأمور الأساسية في الحياة مثل الأمور الدينية أو الحياتية الهامة مثل عمل المرأة، أو الإنفاق على الأسرة أو ما شابه ذلك..

تعاملي مع خطيبك كما تتعاملين مع صديقتك المقربة التي لا تطالبينها أبدا بالتطابق معك في كل الآراء ولا تتصيدين لها أي كلمات عابرة لتحكمي عليها وشجعي خطيبك على حسن التعامل معك من خلال اللطف والمرونة ولا تتعاملي معه أبدا بندية أو بتحد حتى لا تحصدي النتائج العكسية، لا قدر الله بالطبع..

وعند حدوث أي خلاف سارعي بتهدئة نفسك وابحثي عن وسائل للحل ولا تبادري بالتصعيد وتذكري أنه لا توجد أي علاقة إنسانية بلا خلافات، وأن عين الرضا تساعد على الفوز بحياة رائعة، بينما عين السخط والتحفز لاصطياد الأخطاء تجلب الألم والمعاناة حماك ربي منهما ورزقك السعادة والنجاح..

ولا تتسرعي لا بالخطبة ولا بعقد القران إلا بعد التأكد من حسن اختيارك ومن رغبتك في العيش معه، كما هو بالفعل، ومن استعدادك التام للتعامل بإيجابية وبذكاء ونعومة مع أي مشاكل تطرأ بعد الزواج ومن ابتعادك عن طرح مشاكلك الزوجية على الآخرين، لأنها (غالبا) تزيد من حدة المشاكل..

وتابعينا بأخبارك لنطمئن عليك دائما.. وفقك ربي وأسعدك..


2 التعليقات:

المتبهدلون في الأرض يقول...

جااااااااااااامد يا دوك

جزاكم الله خيرا ,نقل مثري وتنسيق جذاب

همســـة عتاب يقول...

كلام مفيد جدا
شكرا على حسن الاختيار

إرسال تعليق

وهدوا الى الطيب من القول

 

©2009 نــــص الــديــن | by TNB| تعريب وتطوير: حسن