الأحد، 20 سبتمبر 2009

في الخطوبة.. معسول الكلام لا يكفي !!!


سؤال ورد على اسلام اون لاين

اسمي أحمد تمت خطبتي منذ 3 أشهر تقريبا، كنت وخطيبتي في قمة سعادتنا، أمطرتها بكلام الحب والغزل، وتطور الأمر إلى أن بدأت أمسك وأقبل يدها.

كانت تسحب يدها باستمرار وتقولي حرام، ولكني كنت مصرا علي أن أمسكها، وأسألها باستمرار إن كانت تحبني أم لا، وأجبرها على أن تقول لي أنها تحبني..

بعد شهرين بالضبط انفجرت كأنها قنبلة موقوتة بعد مكالمة منها، وقالت لي: "أنا زهقت، كل الكلام اللي أنت بتجبرني عليه مش حاسة بيه، ما تبقاش تقولي بحبك خالص، أنا مليت، ومش هتمسك إيدي تاني، أنا مش حاسة بأي حاجة، أنا كنت مبسوطة في الأول، بس دلوقتي مش سعيدة".

وبدأت الخلافات طريقها، غيرت طريقتي تماما، بس "مش حاسس" بأي تجاوب من نحيتها، مرة تقول لي لنتعامل كأننا أصحاب، ومرة أخرى تقول: "الحب ده يا ييجي يا مايجيش" مع أني مش مقصر من ناحيتها في أي شيء، في الهدايا أو حتى كلام الحب!، ومرة تقولي: "أنا باخد فترة علشان أحب، في ناس بتحب علطول بس أنا لأ".

"أرن عليها ماترنش علي، بعدين أسالها مابترنيش ليه؟ تقول لي: ما فضيتش" مع أني متأكد أنها "مطنشة".

في البداية كانت حياتنا سعيدة جدا، لا أدري "إيه اللي غيرها كده" بعدين طلبت مني هدنة لمدة أسبوعين، كل واحد يراجع نفسه، وكنا متفقين أنها تبدأ بعد زيارتي لها يوم الجمعة، ولكني غيرت رأي وقلت لها أننا سنبدأ من "دلوقتي" -يوم الأربعاء-، وفي منتصف الأسبوع كلمتها -في ربع الهدنة- وقلتها لها: نرجع "زي الأول" وبدأت أصالح فيها وأكسب ودها من جديد، وتكلمنا عادي وبعد ثالث مكالمة انقلبت ثانية وكلمتني بطريقة فيها جفاء خالص، وأرسلت رسالة قالت لي فيها: "أنت لما تكون عاوز تتكلم اتكلم، أنت ليه بتضغط علي؟"، رديت عليها برساله جامدة، قلت لها: أنت أنانية وما بتحبيش إلا نفسك، وأنها محتاجة تروح لدكتور يعالجها نفسيا، بعدها ردت علي وقالت كل واحد يروح لحاله أحسن، فأرسلت لها رسالة اعتذار، فقالت: "أنا تعبت"، فقلت لها أني "مش هاتحايل عليك نكمل" وأنا الآن تقريبا على وشك إنهاء الخطوبة..

على فكرة، أنا متسرع جدا في حياتي، وكان لي علاقات حب مع بنات قبلها، طبعا أنا "ماقلتلهاش حاجة"، وبصراحة أنا خائف جدا من الفشل في الخطوبة، أنا قعدت أدور على عروسة لمدة سنة حتى لقيت إنسانة مناسبة، "أنا مش عارف أعمل إيه" أرجوكم ساعدوني، يا ترى الأسلوب "اللي بتعامل معها بيه غلط؟ ولا هي اعتبرت ده ضعف"؟ مش عارف أكمل ولا لا. وعلى فكرة، أهلها مرحبين جدا بي لأني من عائلة "كويسة" جدا وطول الوقت "بيشكروا فينا".



تجيب عليه الاستاذة أميرة بدران

خائف من الفشل، تبحث عن عروس مناسبة منذ أكثر من عام، تعبت، ماضيك وحاضرك يؤكدان أنك متسرع جدا، هذه هي مشكلاتك الحقيقية، وأنت تصر على أن تعالج موقف خطيبتك منك بالرغم من أن هذا الموقف عائد بالأساس لمشكلاتك الأصلية، أما هي فواضح أنها فتاة مؤدبة تحترم عقلها ومشاعرها ودينها، وحين وافق عقلها على شخصك كمعطيات وساعدها على ذلك قبول أهلها لك لم يتبق أمامها سوى قلبها لتختبر مدى قبوله لك وميله تجاهك، وكما قالت هي لك: إنها تأخذ وقتا لتحب؛ لأن مشاعرها غير سطحية، ولكنك لم تحترم، أو بالأصح لم تفهم شخصيتها بعد لتتعامل معها كما يتناسب معها، ومتسرع، فحدث الصدام، وبدأت تراجع قبول عقلها لك فوجدت نفسها في حالة عدم قبول.

ولأنها عاقلة وتحسب حسابات العقل والمشاعر والناس من حولها حاولت قدر إمكانها أن تتفاهم مع عدم قبولها هذا، فهداها عقلها لعرض الصداقة كبداية للعلاقة من جديد لعل القبول يزيد، فلم تفلح، ثم عرضت عليك الهدنة للمراجعة والتفكير ولم تفلح، فاتضحت الصورة أمامها وانهارت، وقالت لك إنكما غير مناسبين لبعضكما البعض ولوّحت بالانفصال.

هذا ما أردت أن تفهمه لأنها كانت سعيدة في البداية وحدث ما حدث.. والآن ماذا ستفعل؟

أتصور أن أمامك حلين لا ثالث لهما:

الأول: أن تأخذ هدنة حقيقية وصادقة من صميم قلبك لتراجع تسرعك وتطور مشاعرك تجاه الجنس الآخر؛ لأنك لم تحبها يا أحمد، ولكنك سئمت البحث، وهي في نفس الوقت شخصية مناسبة، وتتصور خطأ أن الفتاة لا تحتاج إلا للهدايا ومعسول الكلام ليركع قلبها لمن يقدم لها هذا، ولكنها ليست الحقيقة الوحيدة..

ففتاتك هادئة حكيمة تحتاج لمعرفة جيدة لخصال من ستعطيه قلبها وعمرها الباقي بإذن الله حتى يدق قلبها له، وهذا الحل شاق ويحتاج لوقت، ويتوقف على رغبتك الحقيقية في التغيير؛ لأن تسرعك ليس في المشاعر فقط، ولكنه تطاول حتى وصل لتكوين العلاقات نفسها، فالمتسرع متسرع في أغلب أحواله وقراراته مع وجود بعض النجاحات.

أريد أن أقول أصلح مما تراه في نفسك - وهو حقيقي - في شكل هدنة تعطيها نفسك قبل أن تقترح هذه الهدنة من جديد عليها لتضرب عصفورين بحجر، وهو اكتساب بعض العمق والهدوء في شخصيتك، وهي إن كانت في حالة عدم قبول لك فقط بسبب هجماتك العاطفية التي لا تستوعبها فستعود للتفكير في باقي شخصيتك لتقرر إن كان يمكنها أن تحبك وتكمل مشوارها معك، وإن قررت هذا فستجد أنها هي من يبدأ البحث عنك بطريقة أو بأخرى، ولكن إذا لم يتغير موقفها فتأكد أن عدم قبولها لك عائد لعدم القبول الكلي لشخصك، وهذا لا يضيرك في شيء لأن هذا لا يعني أنك سيئ، ولكن يعني فقط أنك لا تناسبها.. ولا تنسى كذلك أن من حقك أن تختار ومن حق من تختاره أيضا أن يختار، وفترة الخطوبة في حقيقتها شرعت لذلك.

الحل الثاني أن تنهي تلك الخطوبة لأن القبول شرط أساسي وضروري لنجاح الزواج، بل أعطاه الله عز وجل مساحة كبيرة في زواج أي اثنين لأنه سيكون ركنا يُعتمد عليه في تحديات الحياة الزوجية مستقبلا؛ فلابد من توافره، ولا أقصد بالقبول "الحب الملتهب" ولكن الراحة النفسية والتقبل، وإذا قمت بهذا الحل فلا أتمنى أن تكون من النموذج الشهير الذي يتصور أنه فاشل وأنه تحطم، ويظل أسير خوفه وتصوراته، في حين أن الحقيقة -كما شرحت لك- أنه مجرد "درس" تتعلم منه أنك تحتاج لبعض التريث وفهم مشاعرك وضبطها وتوظيفها، وأنك فقط لم تكن مناسبا لها، وأنك تناسب الكثيرات غيرها ممن ترضاهن لنفسك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

وهدوا الى الطيب من القول

 

©2009 نــــص الــديــن | by TNB| تعريب وتطوير: حسن