السؤال
السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاه عمري 23 سنة تعرفت على أحد الشباب من خلال شبكة الإنترنت، استمرت علاقتي معه 3 سنوات، أحترمه ويحترمني وأحبه جدا كما يحبني، إحدى المرات طلب رقم هاتفي وبعد الحاح أعطيته ولكني رفضت مرة أخرى أن أكمل علاقتي معه بالهاتف، واستمر معي بالإنترنت، طلب مني الزواج فرفضت بسبب اختلاف المجتمعات، يعلم عني الكثير، بيني وبينه ما يسمى بالتخاطر الذهني.. أعلم أن ما أقوم به مخالف للعرف ولكني غرقت الآن في بحر هواه كيف لي أن أنجو دون أي ضرر يحصل لي أو له
يجيب على الاستشارة
دعاء راجح
الاجابة
الحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي نحيا بها، تغنى به الشعراء ورسمته ريشة الفنانين وسطرت كلماته أقلام الكتاب، حاولوا فهمه وفهم أسراره ويبقى للأبد لغزا محيرا حتى في قلوب العشاق أنفسهم ولكن ما اكتسبناه من خبرات حياتنا جعلنا نفرق بين نوعين متمايزين من الحب: الحب البدائي والحب الناضج.
الحب البدائي وهو حب النظرة الأولى أو هو حب المراهقة الأولى ويحدث هذا الحب نتيجة النمو الجسدي والهرموني الذي ينتج ميلا طبيعيا إلى الجنس الآخر فترى كلا من الشاب والفتاة يبحث عن نصفه الآخر وعندما تلتقي نظرات ورغبات كل منهما أو تلتقي الكلمات وما وراءها من مشاعر في عصر الشات والإنترنت يحدث الحب، وهذا الحب ما هو إلا تدفقات من المشاعر الجياشة المغيبة عن العقل والمنطق ولذلك ننعته بالبدائي غير الناضج.
أما الحب الناضج فهو حب قائم على قبول شكلي وقناعة عقلية وميل قلبي وهذا الحب هو المرشح للاستمرار والنمو مع مرور الزمن.
ابنتي: إن ما تشعرين به من مشاعر الحب هي من النوع الأول فأنت لم تقابليه ولم تتعرفي على شكله حتى وإن أرسل لك صورته على الإنترنت فلم يحدث القبول الشكلي بعد، فالشكل ليس مجرد صورة فقط ولكنه روح وتعبيرات وجه ونظرات عين ونبرة صوت وأسلوب كلام وحركات باليدين وطريقة جلسة ولغة جسد كاملة إما أن نرتاح إليها ويحدث القبول أو لا نرتاح.
ولم تحدث القناعة العقلية بدليل قولك بأنك عقليا غير مقتنعة به لاختلاف المجتمعات، ولا أدرى حقا ماذا تعنين باختلاف المجتمعات هل هو من بلد آخر أم هو من طبقة اجتماعية مختلفة؟.
ولكن أرى أنه مادام عرض عليك الزواج أن تسمحي بحدوث هذا الأمر بشرط علم أهلك وأن يدخل البيت من بابه وأن تعلمي والدتك أو أباك أو أحد إخوتك الأكبر منك سنا بأن هناك من يريد التقدم لك وامنحي نفسك فرصة لحدوث القناعة العقلية واللقاء المباشر.
أما إن كنت قررت قطع العلاقة بسبب ما تعلمينه من تفاصيل فليس من المعقول أن تتم هذه العملية بدون أضرار نفسية ومعاناة ومجاهدة وصبر وإحساس بالحرمان فعلاقة استمرت ثلاث سنوات لا يمكن إنهاؤها في يوم.
أخبري الشاب برغبتك في إنهاء هذه العلاقة التي لا استمرار لها إلا بالمزيد من العذاب، واقطعي صلتك به بشكل نهائي.. ستمر عليك لحظات من الضعف وستشعرين برغبة ملحة في إعادة التواصل، وهذا أمر طبيعي فلا يجعلك تشعرين بالفشل بل تشجعي على الاستمرار، وإن كان حقا يريد لك الخير فسيعينك على نسيانه.
نقلا عن
اون اسلام
2 التعليقات:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخي الكريم المشرف على المدونة
أن صاحب مدونة الأمل أردت أن أدعيك لزيارة مدونتي و ترك بصمتك فيها و الادلاء على رأيك فيها
تقبل مني فائق الاحترام و التقدير
الحب يحتاج البي التوافق
إرسال تعليق
وهدوا الى الطيب من القول