سؤال على اسلام اون لاين
يقول
أنا شاب أبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، وقد قمت بخطبة فتاة رشحها لي والداي، بعد مغامرات كثيرة، وبعد أن قررت الاستقرار، داعيًا الله أن يهديني ويتم نعمته عليّ بالزوجة الصالحة.
مشكلتي تكمن في أنني أحب وأحترم فتاتي التي خطبتها؛ والتي لم تخض أي تجارب مع أي شاب من قبل؛ لكونها من عائلة محافظة.. المشكلة أنها مرتبطة جدًا بعائلتها عامة وبوالدتها بشكل خاص؛ فهي لا تخرج إلا معهم، ولا تشتري شيئًا قبل أن تسأل والدتها عن رأيها، أي أنها معتمدة اعتمادًا كليًا عليها، ومما أثبت لي ذلك طلبها من والدتها اختيار خاتم الخطبة لها، ولما سألتها لماذا لم تختاريه أنت؟ قالت: إنها لا تفهم فيه.
والمشكلة ليست في الخاتم ولا في حبها وعلاقتها بوالدتها.. ولكن المشكلة في المستقبل؛ فأنا أخشى أن تتدخل والدتها في اختيار أثاث منزلنا وجميع متطلباتنا بدلا منها، في حين أنني إنسان تربيت أن أكون مستقلاً في رأيي، وأشعر أن من الواجب علينا أنا وهي اختيار حاجتنا بأنفسنا وليس بتدخل من أحد؛ مما قد ينتج عنه صدام في المستقبل بيني وبين والدتها، مع العلم أن والدتها سيدة فاضلة، ولكنها -نوعًا ما- قوية الشخصية على بنتها.
سألت خطيبتي: لماذا لا يكون لك رأيك المستقل، مع الأخذ برأي الآخرين، ووالدتها منهم على سبيل الاقتراحات، ولكن في النهاية يكون القرار لنا؟ ولكنها قالت: إنها تفضّل أن تعتمد في اتخاذ القرار على غيرها، بدلاً من أن تكون متعصبة لرأيها؛ مما قد يؤثر على علاقتنا في المستقبل عند اختلاف وجهات النظر!!
أنا في حيرة.. ماذا أفعل؟ خصوصًا أني ذاهب في إجازة عن قريب وأتمنى أن أعالج هذا الموضوع بشكل سليم؟
ملاحظة: أعمل في الخارج مهندس كمبيوتر، وحالتي الاجتماعية جيدة ولله الحمد، ولكن ليس عندي قدر كبير من الإجازات يسمح لي بالنزول لاختيار كل شيء مع خطيبتي، مع أنني أكلمها تقريبًا كل يوم عبر الهاتف، وأدفع مبالغ كبيرة، ولكن في سبيل أسمى وهو تحقيق الألفة والمحبة والتفاهم، وذلك لضيق الوقت الذي قضيته معها بعد خطبتنا منذ ثلاثة أشهر. أفيدوني جزاكم الله كل خير.
الجواب
أ.سمر عبده
الأخ السائل، اعتماد خطيبتك على رأي والدتها، وارتباطها ـ الذي تراه أنت زائدًا بعائلتها ـ يبدو أمرًا متوقعًا، وشيئًا طبيعيًا بالنسبة لفتاة ليس لها أية خبرات أو تجارب مستقلة، والارتباط بالخطبة ثم الزواج هو بداية خروج هذه الفتاة من الدائرة المحدودة التي كانت تتحرك فيها.. إذن لا توجد مشكلة في فهم هذا السلوك بتفاصيل المواقف التي حكيت طرفًا منها.
اللافت في المسألة هو موقفك أنت الذي يبدو متناقضًا رغم أنه يشيع في أوساط الشباب!!
يا أخي، من تخرج إلى الحياة، وتحتك بالناس وتخالطهم ويتكون لديها رصيد من التجارب، وتكتسب نضجًا واستقلالية، فإن هذا ثمن قد يكون منه علاقة عاطفية فاشلة، أو آلام في التعامل مع زملاء العمل أو صديقات الدراسة، وأنت نفسك اكتسبت هذه الاستقلالية عبر خبرات و"مغامرات" فكيف تطمح إلى وجودها في خطيبتك، وهي التي لم تخرج ولم تختلط؟!!
هل النضج واستقلال القرار والشخصية طاقة تنبثق في النفس هكذا فجأة دون مقدمات، أو وحي ينزل من السماء.. بالطبع لا يا أخي كما تعرف.
الأمر يحتاج إلى تدريب وتدرج، ويحتاج هذا إلى وقت وتفهم منك، ورضا بهذا الطبع الذي ينبغي أن تصبر على وجوده، وتساعد في تعديله؛ لأن هذا هو طلبك، وتلك هي رغبتك: "فتاة بلا ماض".
والتغيير المنشود لا تكفي فيه النصائح أو المواعظ أو التوجيهات المباشرة بل يحتاج إلى مواقف، ورفق، وثقة متبادلة تنتقل فيها دفة الأمور من يد عائلة الفتاة لتكون شركة بينك وبينها، وقد تتفقان على إطالة فترة الخطبة، وأعتقد أن تقسيم الإجازة على مرتين أو ثلاث في العام قد يكون أفضل من إجازة مرة في العام، وما تدفعه في مكالمات الهاتف يمكنك دفعه في تذاكر الطيران، أو كما ترى، المهم أن تكون مشرفًا "عن قرب" على التحول الذي تطمح إلى إحداثه في شخصية خطيبتك، وأحسبها ستكون مستعدة لهذا طالما استعملت أنت الحكمة، واستعنت بالصبر والهدوء والتوكل على الله، وفي انتظار أن تخبرنا بموعد الزفاف.
2 التعليقات:
الحمد لله التعليقات شغالة تمام
اساسا الرجاله دول مبيعجبهمش العجب ولا الصيام فى رجب
الاجابه اكثر من رائعه
جزاكم الله خيرا
إرسال تعليق
وهدوا الى الطيب من القول